تاروت أقدم موقع استيطاني في الخليج
- جيفري بيبي الدنماركي
قلعة تاروت من إحدى أهم القلاع الساحلية في التاريخ لضمان أمن وإستقرار واحة القطيف قديمًا، ولكنها أيضًا من أكثر القلاع غموضًا وتعقيدًا. تقع القلعة على تل أثري يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، ويعتبر من أقدم مواقع الإستيطان في الخليج العربي وتم اكتشاف مجموعة من المعثورات الأثرية المميزة التي تتمثل أغلبها في الفخاريات. ليس من السهل تحديد التاريخ الصحيح التي تأسست فيها قلعة تاروت، أقدم المصادر تذكر بأنها شيدت في الدولة العيونية.
صُممت القلعة بشكل شبه بيضاوي غير منتظم ولها سور خارجي مدعم بأربعة أبراج مخروطية ولم يتبقى منها ثلاثة أبراج شيدت في القرن الرابع أو الخامس الهجري على أنقاض مبنى قديم ومعالم أساساته الحجرية الضخمة. لا تزيد مساحتها عن ٦٠٠ متر مربع، والغريب في الأمر أن القلعة لا تحتوي على غرف لسكن الجنود أو لتخزين المؤونة والذخيرة، ولا تحتوي على مصادر ماء.
تقع القلعة على تل أثري مرتفع، ويقع مصدر الماء (العين العودة) خارج أسوار القلعة ولكنها داخل المدينة، أسفل التل وداخل الموقع الأثري الحالي. والواضح من هذا الوصف الذي نراه في وقتنا الحالي فإن القلعة يتعذر عليها حماية المتحصن بها حتى من أشعة الشمس. فهي قلعة مسورة وحصينة جدًا، لها أربعة أبراج مبنية على هضبة مرتفعة تتيح للجنود كشف كل التحركات سواء في أراضي الجزيرة، أو البحر، والسواحل الأخرى القريبة مثل القطيف ورأس تنورة والدمام. كانت لها أربعة أبراج لذا فإن المتحصن بالقلعة يستطيع الصمود لفترة طويلة قد تمتد لعدة أشهر مع العلم بأن الأمراء والجنود لديهم المساكن خاصة بهم والتي تُعتبر جزءًا من النسيج العمراني داخل أسوار القرية المحصنة. وفي حالة الحرب تُستخدم مساكن القرية كأماكن لتخزين المؤن والعتاد، وهي محمية بأحد الأبراج شبه المربعة، وهو البرج الواقع أعلى العين لمنع المتسللين من الوصول إليها. بُنيت بهذا الأسلوب لتحاكي طبيعة التضاريس الذي يشبه أسلوب البناء البرتغالي المتبع في القلاع الغير منضبطة الشكل.
لذا فهي تعتبر كنز من أرض الكنوز الثقافية، وتعد قلعة تاروت محط جذب للسياح لجمال الهندسة المعمارية والمواد المستخدمة. و تقع وسط غابة من النخيل وعلى مرتفع صخري... يعد الأعلى من بين المرتفعات في منطقة القطيف.
والآن بإمكانك إمتلاك مجموعة قلعة تاروت!